تسلم ايديكم

نعرف في الدين البهائي مفهوم الأزمات والانتصارات. وهو يعني باختصار أن كل الأزمات التي نمر بها تأتي بعدها أو في بعض الأحيان بسببها انتصارات تجعلنا نشعر بحكمة هذه الأزمات. وأعتقد ان هذا المعنى موجود بشكل أو بآخر في الديانات السابقة. ان مع العسر يسرا. وكل شدة بعدها فرج. ويحفل تاريخ الدين البهائي بالعديد من الأمثلة عن هذا المفهوم الذي نراه يتحقق بدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل رسالة حضرة بهاء الله وبرحلة نفي حضرة بهاء الله نفسه.

Petard
الصورة مهداة من Bilo أنظر أول تعليق

تاريخ الدين البهائي في مصر يحتوي على مثال رائع. فنجد حكم محكمة ببا الشرعية في سنة 1925 الذين كان هدفه الرئيسي تفرقة زوجات البهائيين عن أزواجهم بدعوى أنهم كفروا. وكان الحكم أن البهائية دينا مستقلا وليس مذهبا اسلاميا وبذلك لا يعتبر هؤلاء الرجال مسلمون ويجب تطليقهم من زوجاتهم. هذا الحكم للوهلة الأولى مأساة للبهائيين في صعيد مصر في هذا الوقت. ولكن نتائجه كانت مذهلة في صالح الدين البهائي ككل. لقد كان ذلك أول اعتراف رسمي  باستقلال الدين البهائي من دوائر اسلامية عليا. أدى هذا الحكم عند نشره في جميع انحاء العالم بتوجيه من حضرة شوقي افندي الى انتشار واسع للدين البهائي الذي اعتقد الناس قبل ذلك انه مجرد مذهب اسلامي.

 وما أشبه اليوم بالبارحة. من نفس البلد الجميل الذي منح الدين البهائي استقلاله ينطلق اضطهادا جديدا في ظاهره معاناة وشقاء للمواطنين البهائيين المصريين الذين حرموا من حقوقهم المدنية وتعطلت جميع مناحي حياتهم ويواجهون يوميا الأكاذيب التي تتهمهم بالخيانة والعمالة والكفر والاباحية. ولكن في حقيقته انتشار غير مسبوق للدين البهائي في العالم العربي كله وتسليط للضوء على معاناة البهائيين في مصر أمام العالم. بدأ الجميع حولنا يبحث ويسأل. لأول مرة يظهر البهائيون في وسائل الاعلام بهذه الكثافة. شعور البهجة ينتابني عندما اتصفح الجرائد لأجد صورة حضرة عبد البهاء بشكل شبه يومي. مصر كلها الآن تسمع عن البهائية.

في محاولة لمعرفة مدى تأثير هذه القضية الأخيرة على مستخدمي الانترنت مثلا قمت باستخدام جوجل ترندز Google Trends لأجد هذه النتيجة للبحث عن كلمة “البهائية” بالعربية. طفرة رهيبة خلال شهور ابريل ومايو ويونيو. مصر في قمة البلاد بحثا عن هذه الكلمة. ردود الفعل عن البرامج التليفزيونية على دريم وأوربيت والتليفزيون المصري كلها تتبنى نفس الشعور: تعاطف مع البهائيين في مواجهة من يعتقدون انهم يمثلون بغوغائيتهم الدين الإسلامي الجميل البعيد كل البعد عن عصبيتهم. تكتسب قضية البهائيون وحقوقهم في الحصول على أوراقهم الثبوتية يوميا مناصرين جدد من مختلف الاتجاهات، الكل يطالب بالمساواة والحرية والاخاء والتسامح والحقوق لجميع المصريين دون تمييز على أساس العقيدة. أليست هذه أهم مبادئ الشريعة الاسلامية السمحة التي هي المصدر الرئيسي لتشريع بلادنا؟

الى كل من امسك شعلة وأضرم النار في جسد المجتمع البهائي المصري. لقد جعلت منه منارا لهذا الدين. تسلم يدك.

مرت كل هذه الأفكار بخاطري وأنا اترقب جلسة يوم السبت 16 ديسمبر للحكم في الطعن الخاص بقضية حق البهائيين عدم تسجيل ديانة مخالفة لما يعتقدونه في الأوراق الرسمية. إدعوا معايا وقولوا يا رب.

17 comments on “تسلم ايديكم

  1. Bilo كتب:

    Crisis and Victory!
    It has always been the case…. Divine forces interfere and play a major part in this. Opressors don’t realize it, and continue with their schemes which return and hit them right in the face, just like a boomerange, as they never see beyond their noses…as Shakespeare wrote: “hoist with his own petard.”
    “For ’tis the sport to have the enginer / Hoist with his owne
    petar” — Shakespeare, Hamlet III iv. “Hoist” was in Shakespeare’s
    time the past participles of a verb “to hoise”, which meant what “to
    hoist” does now: to lift. A petard (see under “peter out” for the
    etymology) was an explosive charge detonated by a slowly burning
    fuse. If the petard went off prematurely, then the sapper (military
    engineer; Shakespeare’s “enginer”) who planted it would be hurled
    into the air by the explosion. (Compare “up” in “to blow up”.) A
    modern rendition might be: “It’s fun to see the engineer blown up
    with his own bomb.”
    Please copy the code below and paste it in a new post page and you will see its meaning:
    “hoist with his own petard”
    3 December 2006 Elaf report

  2. نسرين كتب:

    هذة فعلا مقالة ممتازة وتحليل رائع. لقد قمت بإدراج فقرة منها في مدونتي لدعم واقع “أن قضية البهائيين المصريين قضية مصرية تهم أهل مصر جميعا”. كلنا ندعوا معكم لانصاف البهائيين المصريين ونقول: يا رب

  3. smile rose كتب:

    تسلم ايدك انت لهذه المقالة الجميلة ولتعلم ان عدد المقالات ت التى نشرت فى الصحف المصرية خلال الاشهر الماضية منذ 4-4-2006 حتى الان حوالى 250 مقال فى اكثر من 50 جريدةو ثلثى هذه المقالات ضد البهائية والثلث الاخر يتعاطف معها ويطالب بحق المواطنة وشكرا لكل من كتب مع او ضد البهائيين فقد ساعدتونا كثيرا
    وكلمتى الاخيرة ان البهائية رسالة سلام من رب الانام لكل من له عقل فليفكر “ان الارض دوما تفتقر الى هداية السماء” عندها سيدع شمس الحقيقة الربانية تشرق بنورها على العالمين

    • انته ازاى بتقولوا تسلم ايدك هو لو اسلم مش يبقى خرج من الفكر البهائى اللى انا واثق انه ضال .
      اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا
      سؤال صغير مش انتو بتقول فى كتبكو ان العالم بقا موحد طب متسيبة القطر المصرى وروحو حته تانيه واطلعو من دماغنا عشان ترتاحو ونرتاح

    • جمال حسن البهائي كتب:

      ياسيد محمد إبراهيم عمر ، من هو المسلم؟ إنه من سلم الناس من لسانه ويده ، وماهو الإسلام ، هو التسليم ، واسلام الوجه لله سبحانه وتعالى، إي أن الإسلام والسلامة والسلم والسلام كلها مرادفات لمعنى “الإسلام” ، وبالمناسبة لم يكن الرسول الكريم هو أول من أتى بالإسلام ، فهو دين نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وسائر الأنبياء صلوات الله عليهم.

  4. بهائية مصرية غارقة في حب مصر حتى النخاع كتب:

    اهنئك على هذه المدونة وفكرتها الجديدة وايضا روحها المرحة المناسبة لروح الشباب المصرى وهذا تأكيد على ان البهائيين المصريين هم بردو مصريون يتسمون بالشخصية المصرية المرحة
    ثقتى كبيرة بنصر قريب

  5. راندا كتب:

    انا افتخر بك ايها الشاب البهائى المصرى واتمنى من الله ان يرعاك ويحفظك فأنت جندى الله على الارض فكلنا جنوده واتمنى ان ينال البهائيين حرية العقيدة التى منحنا الله اياها فكلنا انسان وكلنا نتبع الهاً واحداً
    الله أبهى

  6. no name كتب:

    انا اسف انى هتكلم هنا لانه مش مكانى يا جماعه كفاياكم كفر وانتو من جواكم عرفين ان مفيش حاجه اسمها بهائيه ويا ريت ترجعو للتاريخ وتشوفوا اصل البهائى ده وتشوفوا الاحداش اللى مر بيها ومات ازاى وكل واحد يرجع لدينه ويفاضل بنهم واكيد هترجع عن كفرك

    • جمال حسن البهائي كتب:

      يا من ليس له إسم ولا رسم ولا عنوان – كما يقول صاحب قارئة الفنجان ، من أيت جئت بمقولة أن البهائية جاءت بالكفر ، إقرا كتب البهائيين على النت وستجدها مملوءة بالتوحيد وبالإيمان بالله وحده لا شريك له ، وبالصلاة والسلام على كل الإنبياء والرسل بما فيهم سيدنا محمد ألاف الصلوات والسلام عليه وعلى آله وصحبه

      إليك موقعا واحدا على سبيل المثل وغيره كثير

      http://www.reference.bahai.org

  7. غير معروف كتب:

    بهائي مين جاي الانبياء احد وانا غريب الموضوع سيئ اكتر من بهائي هذا في الجهنم النار العقاب يوم القيامه حق

  8. غير معروف كتب:

    بهائي زباله الان

    • جمال حسن البهائي كتب:

      يا غير معروف ، إذا كنت مؤمنا بالرسول الكريم ، فالمؤمن كما يقول عليه الصلام والسلام ليس بالطّعان ولا باللّعان ، إذا كنت تريد ألا تكون معروفا لغيرك من البشر ، فلن تستطيع أن تتهرب من الخالق عز وجل ، فأنت معروف عنده سبحانه وتعالى ولا مهرب لك منه ، فإذا خالفت قول رسوله يكون هذا محسوبا عليك ، وإذا اقتديت بهديه وأطعت أوامره يكون هذا محسوبا لك ، ومصيرك في يدك يا عزيزنا

  9. مسلم كتب:

    اعوذ بالله منكم ومن امثالكم
    اننا كنا نتعايش مع النصاري علي الرغم من تحريفهم لدينهم الا ان المسيحية في الأساس رسالة سماوية انزلها رب العالمين علي نبيه عيسي عليه السلام
    اما انتم فمن انتم ؟!!!
    فئة ضالة تريد ان تفتري علي الله ورسوله بزعم وجود ديانة ورسالة ونبي انزله الله بعد خاتم المرسلين عليه افضل الصلاة والسلام مجترئين في ذلك علي ماجاء به دستور السماوات والارض معجزة المعجزات القرءان الكريم
    ولكن للاسلام رب يحميه
    ارجعوا الي الله وتوبوا الي بارئكم عسي ان يرحمكم
    وانم لم تنتهوا
    فغوصوا في ضلالاتكم والعبوا في احضان شياطينكم
    اللهم لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ياارحم الراحمين

    • جمال حسن البهائي كتب:

      ياسيد مسلم (سواء كان إسمك إسما أم عقيدة) هل تعوذ بالله من الديانية الوحيدة التى يعترف أهلها بسماوية الإسلام وصدق رسوله الكريم؟ ألا تعلم أن دينك غير سماوي (وأستغفر الله من ذلك) بالنسبة لليهودي وللمسيحي. أما الديانة التى تؤمن بسماوية الجميع فهي البهائية. فهل يكون مقابل ذلك أقل من مجرد الإحترام؟ وهل وجدت من هذه الفئة التي تصفها بالضالة تصرفا واحدا يخرج عن الأدب والأصول طوال ثلاث سنوات اختلط فيها الحابل بالنابل في الكناكة وكفر كل آخ أخاه ، وقتل كل جار جاره؟ وهل وجدت لهم مسعى ومنهجا سوى القانون والقضاء والنظام العام؟ يقرأ الكتاب من عنوانه ، وتعرف الأشياء من ثمارها، فهل رأيت بهائيا يعتدي على من يخالفه في الرأي والعقيدة حتى ولو حرق منزله وطرد من دياره؟ ومن قل لك أن سيدنا محمد هو خاتم المرسلين، قرآنك يصفه بأنه خاتم النبيين ، والنبوة مقام الخلافة الإلهية التى تلي الرسالة، فإنها تعني أن أمة الإسلام لين يخلف فيه الأنبياء من بعد الرسول الكريم مثلما كان الحال مع سيدنا موسى الذي خلف من بعده أثني عشر نبيا، وأخيرا هل انتهت رحمة الله وجفت منابع الوحي والهداية الإلهية حتى نقول أن الله لن يرسل أي رسول من الآن لملايين السنين ستحيا فيها البشرية على هذا الكوكب؟ لقد قالت اليهود من قبل “يد الله مغلولة” ، ولعنوا بسبب هذا الخطأ ، فهل يمكن أن يرتكب أحد نفس هذا الخطا فيما تلى من زمان ويقبل منه ذلك. الله مثل هذه الشمس التى هى شمس بسبب حرارتها وضياءها ، فهو إله لأنه خالق ورازق وهادي ومبعث وموحي ومنذهر ومرسل. وأنت تحرمه من هذه الصفات ، فهل ننهي رموز الإلوهية وشوكتها ثم نقول أننا نعبدها ونقدسها؟ وأخيرا ، لكل أمة أجل ، فهل هناك في القرآن ما يفيد أن هذه القاعدة والسنة الإلهية قد انتهت ، أم أن سنة الله لا نجد لها تحويلا ولا تبديلا؟

  10. aici كتب:

    في الحقيقة بهاء الله من صنع أنكلترا والروس لضرب الأسلام حيث تأكدوا أن المسلمون لن يرضوا ولن يتخلو عن الاسلام والجهاد في سبيل الله وظهور بهاء الله في الايران قبل الثورة الايرانية العظيمة كان لضرب الثورة لأن البهائيون لا يتدخلون في السياسة ويعني أنه يترك الحال كما هو عليه أي لا جهاد في سبيل الله ولم يأتي بهاء الله بالجديد كله أخذه من الاسلام وكلام الرسول صللى الله عليه وسلم ونقص الجهاد في سبيل الله والخروج على الحكام الفاسقين فأي دين هذا
    والله أعلم

  11. يارا كتب:

    اريد ان اقول لكم كلمة واحدة اتقوا الله فى انفسكم ايها البهائيون وحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا الم تعلموا قول الله عز وجل فى كتابه بسم الله الرحمن الرحيم(انىالدين عند الله الاسلام) الكل يعل ان الاديان السماوية هم ثلاث:اليهودية والمسيحية والاسلام الذى شرفنا برسوله محمد فاى دين هذا الذى تتكلون عليه

    • جمال حسن البهائي كتب:

      يا ست يارا ، لماذا تكتبين جزءا من آية وتستدلّي بها على غير محلّها ، دعنا نقرأ باقيها وما بعدها “وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بع ما جاءهم العلم بغيا بينهم …. فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله … ” أي أن الإسلام هو الدين الذي أتى به كل كتاب ، هو دين أصحاب التوراة وأصحاب الإنجيل وأصحاب القرآن، وهو دين نوح وإبراهيم واسماعيل ويعقوب واسحق ويوسف وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم وسلامه – نعم ، إن الدين عند الله الإسلام ، ولكن لا يعني هذا اختزال الإسلام في رسالة واحدة عاشت قبلها البشرية ملايين السنين وستعيش من بعدها ملايين السنين، ولم يأتنا من العلم حتى نزول القرآن إلا قليلا بنص الآية التى تقول ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا، هذا في حين أننا لوجئنا بالبحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا. ألم تتقدم كل العلوم والفنون والإبتكارات والإختراعات ، وأصبحنا نتواصل على الإنترنت بعد الحمام الزاجل ، فلماذا نقفل الباب على الرحمة الإلهية ولماذا نصم آذاننا عن الكلمة الإلهية إذا أتت على لسان رسول جديد ونتوقف نحن عند شريعة وكتاب نزلت لتواكب ظروف البشرية منذ ألف سنة مضت ، طروف كانت فيها الدنيا قائمة على نظام الأحرار والعبيد ، وكان السائد فيها أنه لو قتل رجل أمرأة فلا يؤخذ بذنبه هذا ، وما عليه إلا أن يشترى إمرأة أخرة ويقدمها فدية لأهل المقتولة ، وإذا قتل حر عبدا فكفارته صوم أيام معدودة، زمن كانت فيه النساء أسيرات سطوة الرجال ، فنقلها الله خطوة واحدة لتأخذ نصف نصيب الرجل في الميراث ونصفه في الشهادة ولكنها تبقى تحت قوامته ، وها هي الآن وقد أخذت المرأة تتبوأ أعظم المناصب حتى رئاسة الدولة والوزارات والقضاء ، فهل تظل في هذا العصر الحديث نصف رجل بمقتضي أحكام كانت تناسب ما كان سائدا من ألف عام؟ هنا يلزم العقل ويلزم الإنصاف ، والمسلم هو من يسلم وجهه لله ، وهو الذي يسلم الناس من لسانه ويده، وهو الذي يناصر الحق والحقيقة من أي مصدر تأتيه، ولا يتمسك بالأسماء كما تمسكت باقي الأمم التى سبقت الإسلام بأسماء رسلها وأنبيائها وعقيدتها ، ونسيت “الإسلام” الحق ، وهو كل وحي وهداية تصل من الله سبحانه وتعالى ، الدائم الأبد الأحد الحي الذي لن يموت وسيظل يهدي البشرية بإرسال الرسل من الآن إلى ماشاء الله وبغير حساب

اترك رداً على نسرين إلغاء الرد